.
السلام عليكم
..................
cheers cheers cheers cheers
لو انت ضيف/ـه لكم♥️يسعدنا ويشرفنا♥️انضمامك الينا معنا كعضو ف المنتدى
بالضغط ع كلمه التسجيل فى اسفل النافذه
و اذا كنت عضو سجل الدخول بالضغط على كلمه دخول فى اسفل النافذه
.
السلام عليكم
..................
cheers cheers cheers cheers
لو انت ضيف/ـه لكم♥️يسعدنا ويشرفنا♥️انضمامك الينا معنا كعضو ف المنتدى
بالضغط ع كلمه التسجيل فى اسفل النافذه
و اذا كنت عضو سجل الدخول بالضغط على كلمه دخول فى اسفل النافذه
.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من كتاب دعاء الكروان لطه حسين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mido alshkey




عدد المساهمات : 11
نقاط : 33
تاريخ التسجيل : 04/05/2012

من كتاب دعاء الكروان لطه حسين Empty
مُساهمةموضوع: من كتاب دعاء الكروان لطه حسين   من كتاب دعاء الكروان لطه حسين Emptyالأربعاء مايو 09, 2012 12:05 pm




الأم محنقة على ابنتها والفتاة نافرة من أمها لا يتصل بينهما حديث ولا تثبت
عين أحدهما في عين الأخرى ، إنما تتفاهمان بالإشارة أو الجمجمة . فإذا
التقت أعينهما فما أسرع الإطراق إلى رأسيهما ثم ما أسرع ما تدعو حاجة
مرتجلة منتحلة إحداهما إلى أن تولي مدبرة لتنأى عن صاحبتها فلا يكون بينهما
نظر ولا حديث .
***
أقبل من في الدار من النساء ومن انضم إليهن من نساء القرية البائسات على
الطعام مسرعات تتزاحمن بالمناكب ، ويتدافعن بالأيدي ، ويتزاجرن باللفظ
واللحظ ، ويرتفع في أثناء ذلك منهن دعاء لصاحب الدار أن يوثق الله حزامه ،
ويعلي مقامه ، ويصرف عنه الداء وينصره على الأعداء ... حتى إذا استدارت
الجماعة حول الجفان قل الكلام ، وقرت الأجسام واضطربت الأيدي وعملت الأفواه
.
***
فما أبعد ما بين هذه الأيدي الغليظة الخشنة قد تقلص جلده وتقبض وهي تغوص
بما فيها من الخبز غوصاً في القصاع فتصيب منها ما تستطيع ، وما بين تلك
الأيدي الرقيقة الناعمة المترفة التي لم تكن تمتد إلى ألطباق إلا هينة ،
والتي لم تكن تمس ما في الأطباق إلا بهذه الأدوات التي يعرفها أهل المدن
خاصة ، بل يعرفها المترفون من أهل المدن خاصة .
***
ما أبعد ما بين هذه الأفواه الفارغة التي يلقى فيه الطعام إلقاء على عجل
فلا يكاد يستقر فيها حتى تزدرده الحلوق ! وكأنه الطبيعة لم تودع هذه
الأفواه حساً تجد به لذة ما تأكل وما تشرب وإنما اتخذتها طريقاً إلى الحلوق
، ثم إلى الأجواف ، وما بين تلك الأفواه الصغيرة الضعيفة التي لم تفتح إلا
بمقدار والتي لا تلتهم ولا تلتقم ولا تنهي بما فيها إلى حلوق تزدرد ،
وغنما تطيل المضغ وتستمتع بما يمسها من الألوان ثم تنتهي به على مهل إل
حلوق تسيغه في أناة ورفق ، كأنما الأكل فن من الفنون لا بد فيه من الروية
واصطناع المهل والأناة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من كتاب دعاء الكروان لطه حسين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من كتاب الأيام لطه حسين
» من كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين
» من كتاب تجديد ذكرى أبي العلاء لطه حسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
. :: المنتدي الأدبي :: منتدي الشعر-
انتقل الى: